المحافظة تمنح مهلة إضافية

أصحاب “الأكشاك” بإدلب يشتكون قرار الإزالة

يشتكي أصحاب "البسطات" و"البراكيات" في إدلب من قرار الإزالة - 27 أيار 2025 (عنب بلدي/ سماح علوش)

camera iconيشتكي أصحاب "البسطات" و"البراكيات" في إدلب من قرار الإزالة - 27 أيار 2025 (عنب بلدي/ سماح علوش)

tag icon ع ع ع

إدلب – سماح علوش

في 16 من نيسان الماضي، أصدرت محافظة إدلب تعميمًا بمنع استخدام الأرصفة والشوارع والأملاك العامة أو التجاوز عليها، بدأ تطبيقه في 1 من أيار الماضي، تحت طائلة اتخاذ الإجراءات القانونية والغرامة المالية و”التشميع” (الإغلاق).

هذا القرار أربك حسابات العديد من أصحاب “البسطات” و”البراكيات” التي تنتشر بكثرة داخل مدينة إدلب، وتكثر حول الحدائق والأماكن النشطة بحركة السكان، والشوارع الرئيسة.

وخلال السنوات الماضية، لجأ أصحاب الدخل المحدود إلى العمل على “البسطات” إثر الازدحام السكاني الذي شهدته إدلب قبل تحرير سوريا لوجود عدد من النازحين والمهجرين فيها، غير القادرين على تحمل نفقات إيجار المحال التجارية، خاصة في الأسواق العامة.

“البراكيات” أكثر تضررًا

قصد أسامة الحمود الذي يعمل حلاقًا في إحدى “البراكيات” قرب حديقة “الجلاء” في إدلب برفقة عدد من أصحاب “البراكيات” المحافظ لتمديد المهلة التي نص عليها قرار الإزالة على الأقل حتى نهاية عيد الأضحى.

وقال أسامة لعنب بلدي، إن المحافظ استجاب للمطالب ومدد المهلة، بشرط أن تُزال بشكل كامل من قِبل أصحابها بعد العيد مباشرة، وفي حال تم تجاهل إزالتها ستقوم المحافظة بمصادرتها بما فيها.

أسامة مهجر من مدينة حمص، ذكر لعنب بلدي أن عمله في الحلاقة يعود عليه بربح بسيط لا يكاد يكفي احتياجاته، وإزالة “البراكية” فيه ضرر كبير له، وفق تعبيره.

وأضاف أنه غير مهيأ للعودة إلى مدينته بعد، وقدرته المادية لا تؤهله لتحمّل نفقات العودة ونقل معداته وأثاث منزله، وبعودته سيترتب عليه البدء من الصفر، وتجهيز مكان للعمل، فقد اعتاد زبائنه عليه في إدلب بعد ثماني سنوات من التهجير.

رغم الضرر الذي يلحق به، لا ينكر أسامة استجابة المحافظة بصبرها على أصحاب “البراكيات”، فقد شغلوا الأرصفة التي تعتبر ملكية عامة لعدة سنوات، واستفادوا من الرخص التي منحت إليهم بممارسة أعمالهم من خلالها لتأمين مصاريف المعيشة الصعبة.

أما سامر الخالد، وهو مهجر من مدينة حماة، ويملك “براكية” لصيانة وتبديل قطع الدراجات النارية قرب الحديقة العامة في إدلب، فيرى أن التوقيت لإزالتها غير متوقع في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها الأهالي في المنطقة.

وبحسب تعبيره، فإنه تكبّد خسائر مالية كبيرة، بعد أن باع سيارته قبل تحرير سوريا لتوسيع نطاق عمله وشراء بضاعة جديدة تساعده في ذلك.

وبعد معاناته في تأسيس وتقوية عمله وتأمين المعدات، وجذب الزبائن، توجب عليه إزالتها وتنفيذ القرار كي لا يخسر البضاعة والمعدات، فكان خياره بيعها والعودة إلى مدينته حماة.

يحتاج سامر إلى ضعف رأس المال كي يؤسس من جديد في مدينته حماة، وما يقلقه أن الإقبال سيكون ضعيفًا في بادئ الأمر، وقد يحتاج إلى وقت طويل كي ينطلق من جديد.

وبعد جولة لعنب بلدي على أصحاب “البسطات” و”البراكيات” الذين لم يستجيبوا بعد لقرار الإزالة، احتج بعضهم وأكدوا أن القرار مجحف بحقهم، وأن التوقيت غير منصف، بل يحتاجون إلى بعض الوقت كي تتحسن الأوضاع الاقتصادية والخدمية في مدنهم وقراهم، كي يتمكنوا من العودة والبدء من جديد.

“تنظيم الحركة ووقف الفوضى”

مدير مديرية الخدمات الفنية بإدلب، صفوان بدلة، قال لعنب بلدي، إن خطوة إزالة “البراكيات” و”البسطات” من على الأرصفة والطرقات، جاء نتيجة الفوضى والازدحام المروري الذي تعيشه مدينة إدلب بعد تحرير سوريا من نظام الحكم السابق.

وأضاف أنه لا توجد أي أضرار تذكر على الأسر المهجرة، لأن “البراكيات” و”البسطات” ازداد عددها بعد فترة التحرير، وأغلب هذه “البراكيات” مغلقة أو عاد أصحابها إلى مناطقهم.

وعن المهلة المتوقعة للإزالة، قال إنه سيتم إعطاء مهلة مناسبة لأصحاب الإشغالات على الأرصفة العامة ريثما تنتهي امتحانات الفصل الدراسي الثاني، ويعود الأهالي إلى مناطقهم، وسيتم التعامل مع الحالات النادرة التي تصرّ على المخالفة ومضايقة المارة والحركة المرورية في المدينة.

ولفت إلى التعامل الفوري مع أصحاب المحال الذين يشغلون الحيز من الرصيف أو الشارع الذي أمامهم، ما يعوق الحركة المرورية وحركة المارة وزيادة الأوساخ والروائح خاصة مع قدوم فصل الصيف.

وذكر أن كل المدن تسعى إلى محاربة الفوضى وإلى التنظيم لتحقيق السلاسة المرورية والنظافة على مستوى الشوارع والأرصفة، ما يقلل من انتشار الأمراض والأوبئة والحوادث المرورية، ويعطي طابعًا جميلًا للمدينة، وخاصة مع دخول فصل الصيف، وهو فصل العمل على تطوير البنية التحتية من إعادة تأهيل للشوارع والأرصفة والدوارات.

وعن وجود خطط بديلة، أو حلول لأصحابها، قال بدلة، إن خطة الحكومة إيجاد البدائل المناسبة لأصحاب المهن، وخاصة أن أغلب الأهالي سيعودون إلى مناطقهم، ما يقلل الطلب على استعمال هذه الإشغالات.

واعتبر أن البدائل موجودة من حيث عدد المحال التجارية التي تم افتتاحها في المدينة والتي تلبي حاجة الناس من وجود المهن المختلفة، والأسواق الشعبية موجودة في مناطق محددة بمدينة إدلب، إذ يمكن لأي شخص يريد فتح مهنة ما التقدم ومنحه البديل المناسب، بعيدًا عن إشغال الأماكن العامة التي تعطي طابعًا غير حضاري للمدينة.

ولم تكن هذه المرة الأولى التي يصدر فيها مثل هذا القرار، فقد أصدر مجلس مدينة إدلب قرارًا مشابهًا نهاية عام 2021، يقضي بإزالة “البراكيات” و”البسطات” من على الأرصفة وأماكن المرور بعد تأمين بدائل حينها من خلال تخصيصه أسواقًا شعبية لهم.



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة
OSZAR »